5.2.06

رسالة قصيرة

ظهر الجمعة
الطقس يرهقنى رغم حبى الشديد للشتاء
اغلق هاتفى المحمول....لا استطيع التحدث....اشعر بسخافتى اكثر كلما تحدثت ....يباغتنى الشريط الاحمر تحت وحهه المذيعة الملون " انباء عن غرق العبارة السلام 98"
التقت الريموت كنترول ....القناه الاولى لتلفزيون بلادى الرسمى مازلت تعرض تعليمات الدخول لاستاد القاهرة ....اما القناة الثانية فتعرض طريقة شهية لاعداد اللازانيا
كلتا القناتين تحملان نفس الشريط بنفس اللون و نفس الاحرف
" غرق العبارة السلام 98" لكن لابد ان تتأكد من ان مشاهدين الدرجة الثالثة لهم باب دخول مختلف تماما عن مشاهدين الدرجة الاولى
"غرق العبارة.............." لكن الحرص كل الحرص على درجة سمك الجبن الرومى قبل وضعه على اللازانيا المرعبة
"غرق......................." لكن تعالوا جميعا لنهز مؤخرتنا بانسجام على صوت تلك الشقراء
....اخيرا
تظهر مذيعة لتلقى بوجهى بالالم المخبوز على هيئة اخبار.... تتحاور مع مسئول ما... يأتى صوته ليطمئننا فالبرغم من ان موعد وصول العبارة هو الثانية و النصف فجرا و بالرغم من انقطاع الاتصال بها فجأة.... الا ان كل ماعلينا هو ان نطمئن فهناك ثلاث قوارب انقاذ فى طريقها الى مكان الحادث وسيصل اول قارب منهم بعد ربع ساعة من الان!!!ا
تصدم نظرتى التلقائية بعقارب الساعة فهى الان الثانية ظهرا
تقطع المذيعة الحوار لتقذف لنا البشرى بظهور قارب عليه عدد من الناجين
.... اذن
كل ما عليهم هم ايضا هو الاطمئنان و الانتظار..... فقط ربع ساعة اخرى فما الضرر بعد الانتظار اكثر من اثنى عشر ساعة
.......اثنى عشر ساعة
يضاجع فيها الموج برودة الجو و الظلام على فراش الموت
.......اثنى عشر ساعة
تمتد فيها للمرة الاخيرة رأس بائس من بين الامواج
.......اثنى عشر ساعة
شهقة تصدر عن سيدة مسنة لينساب الماء لرئتيها
.......اثنى عشر ساعة
تتشبث فيها يد مسافر وحيد بشبح ما عله يستطيع انقاذه
.......اثنى عشر ساعة
للقاع يستسلم جسد احدهم بعد تجمد اطرافه
.......اثنى عشر ساعة
مات فيها من الرعب من لم يمت غرقا
اثنى عشر ساعة...720دقيقة....43200ثانية
ومازال المسئول يخبرنا بانه لاداعى للقلق فمراكب الانقاذ ستصل بعد ربع ساعة من الان!!ا
و كل ما استطعت فعله ارسال رسالة قصيرة الى احد اصدقائى اخبره فيها اننى حزينة
و اتسأل بعدها هل سيفهمنى؟؟؟

5 Comments:

Anonymous Anonymous said...

لماذا تصرين على توجيه الصفعات..


لا أحب أن أرى ملامحي البشعة في المرآة




نامي نامي


فأنا و أنت.. مجرد رقم


مات ثلاثة

استشهد عشرة

راحة ستة في ستين داهية

و ننسى.. أن الثلاثة و الستة و العشرة..
بشر

..

أتراهم حقا كانوا بشرا؟؟


دومي كما أنتي

فهو خير!!

2/06/2006 7:17 PM  
Blogger shady said...

بطئ بطئ بطئ
هذا هو أداء الموتى عندما يجلسون على العروش

2/06/2006 10:44 PM  
Blogger بعد الطوفان والجو شبورة said...

طوفااااااان بكل ما تعنيه الكلمة و لن يرحم أحداً .. تحول الموت بالطريقة نفسها إلى عادة يومية .. لا أحرك ساكناً أمام تلك الكوارث الصغيرة اليومية .. جلدى تخِن و جتتى نَحَّسِت .. أمنيتى الوحيدة انى أموت موتة ربنا

2/07/2006 12:22 PM  
Blogger littilemo said...

لربما

2/08/2006 9:39 PM  
Blogger adhm said...

اللهم
ارحمنا
وافضحنا
ولا تسترنا

2/15/2006 2:05 AM  

Post a Comment

<< Home